مفاوضات غزة: مدير المخابرات الأميركية إلى قطر ووفد "حماس" يغادر مصر

مفاوضات غزة: مدير المخابرات الأميركية إلى الدوحة ووفد "حماس" يغادر القاهرة

05 مايو 2024
من مخلفات القصف الإسرائيلي على خانيونس / 5 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفد حماس يغادر القاهرة إلى الدوحة لمتابعة المفاوضات، مؤكدين على إيجابيتهم ومسؤوليتهم نحو تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني بما في ذلك الانسحاب من غزة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى.
- مدير المخابرات الأميركية يجتمع بالدوحة لدفع المفاوضات بين إسرائيل وحماس، مع استمرار الجهود المصرية والقطرية لتجاوز الخلافات ووقف الحرب.
- إسماعيل هنية يدعو لاتفاق شامل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب من غزة، معتبراً الدور الأمريكي محورياً لتحقيق السلام ووقف العدوان، وسط جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى اتفاق.

مصادر مصرية: طُرحت سيناريوهات وبدائل لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسية

حماس: وفدنا سلم ردنا للوسطاء وأجرى نقاشات معمقة وجادة

وليام بيرنز سيجتمع في الدوحة مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري

يغادر وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العاصمة المصرية القاهرة، الليلة، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن آخر مستجدات مفاوضات غزة. كما يتوجه مدير المخابرات الأميركية، وليام بيرنز الذي شارك في المفاوضات نفسها، إلى العاصمة القطرية الدوحة لـ"عقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني".

وفي بيان مساء اليوم الأحد، قالت حركة حماس: "انتهت قبل قليل جولة المفاوضات الحالية في القاهرة، وسيغادر وفد حركة حماس القاهرة الليلة عائداً للدوحة للتشاور مع قيادة الحركة". وأضافت "حماس" أن وفدها "سلم الوسطاء في مصر وقطر رد الحركة، حيث جرت معهم نقاشات معمقة وجادة"، مجددة التأكيد على "تعاملها بكل إيجابية ومسؤولية، وحرصها وتصميمها على الوصول لاتفاق يلبي مطالب شعبنا الوطنية، وينهي العدوان بشكل كامل، ويحقق الانسحاب من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين، وتكثيف الإغاثة، وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى".

سيناريوهات وبدائل لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسية في مفاوضات غزة

وفي الإطار نفسه، قالت مصادر مصرية لـ"العربي الجديد" إن  وفد حماس سيغادر القاهرة خلال الساعات القادمة، للتشاور مع قيادة الحركة حول هدنة وقف إطلاق النار في غزة، على أن يعود بعد يومين إلى العاصمة المصرية. وأضافت المصادر التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الولايات المتحدة ستناقش رد حماس مع إسرائيل "وننتظر الإجابة الإسرائيلية غدا"، مشيرة إلى أنه "جرى طرح عدة بدائل وسيناريوهات لتجاوز نقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة بوقف الحرب". وبشأن مسار المفاوضات، أوضحت المصادر ذاتها أنه "ما زال قائماً والوسطاء يكافحون من أجل الوصول إلى اتفاق".

مدير المخابرات الأميركية يتوجه إلى الدوحة

في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على محادثات الوساطة بشأن الحرب في غزة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز توجه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأضاف المصدر نفسه أن "بيرنز في طريقه إلى الدوحة لعقد اجتماع طارئ مع رئيس الوزراء القطري بهدف ممارسة أقصى قدر من الضغط على إسرائيل وحماس لمواصلة المفاوضات".

هنية: حماس حريصة على التوصل لاتفاق شامل

وفي وقت سابق اليوم، علق رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس إسماعيل هنية، على مشاركة وفد من الحركة في جولة المفاوضات الجارية في القاهرة، والرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشددا على أن "حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل". وقال هنية في تصريح صحافي، إنه "تأكيداً لجدية حركة حماس وإيجابيتها قبل الجولة الحالية للمفاوضات، فإنها أجرت سلسلة من الاتصالات مع الإخوة الوسطاء ومع فصائل المقاومة، وعقدت اجتماعات مكثفة ومشاورات بين الداخل والخارج قبل إرسال الوفد إلى القاهرة، وحملته مواقفها الإيجابية والمرنة مع أهمية الارتكاز على أن الأولوية لدى الحركة هي لوقف العدوان على شعبنا، وهو موقف جوهري ومنطقي، ويؤسس لمستقبل أكثر استقرارا"، متسائلاً: "ما مفهوم الاتفاق إذا لم يكن وقف إطلاق النار أول نتائجه؟".

وأضاف هنية أن العالم "بات رهينة لحكومة متطرفة، لديها كمّ هائل من المشكلات السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة، ورئيسها يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة"، مضيفاً أن أميركا التي أعطت غطاء لهذا الاحتلال هي من يجب أن يوقفه بدلاً من تزويده بأسلحة الدمار والإبادة". وتابع أن حركة حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب من غزة، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى.

وقال مصدر مصري مطلع على مسار المفاوضات، في تصريح لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق اليوم إنّ "الجهود المصرية القطرية متواصلة على كل المستويات من أجل التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن"، مشيراً إلى أن "هناك بعض التفاصيل التي لا يزال النقاش يدور حولها، ومنها مسألة عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، والضمانات الخاصة بوقف إطلاق النار، والانسحاب النهائي لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم مقابل المجندات الإسرائيليات".

وكشف المصدر أن "مناقشات يوم أمس السبت شهدت تفاوضاً موسعاً حول طبيعة المراحل الثلاث التي يتضمنها مشروع الاتفاق المطروح على الطاولة"، قائلاً إنه "رغم إبداء الجانب الأميركي استعداداً للضغط على إسرائيل من أجل القبول برؤية تنهي الحرب عبر مراحل، وليس بشكل عاجل، أكد المسؤولون الأميركيون صعوبة إقناع الحكومة الإسرائيلية بوقف نهائي للحرب في الوقت الحالي". وأوضح المصدر المصري أنه "أمام المطروح من الجانب الأميركي بشأن إنهاء الحرب عبر مراحل، بحيث يكون الوقف الكامل في آخر مرحلة، فإن وفد حماس أعاد توزيع الأعداد المقترحة لإطلاق سراح الأسرى الذين بحوزة المقاومة، ليصبح عدد الأسرى الذين سيطلق سراحهم من الحالات الإنسانية في المرحلة الأولى 10 أسرى فقط بدلاً من 33"، لافتاً إلى أن "وفد المقاومة يخشى مما سموه مراوغة (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو بحيث يعاود القتال عقب تحرير الأسرى المدنيين بالكامل، بحيث يبدأ مرحلة جديدة من التفاوض عقب تنفيذ أهدافه بقواعد جديدة وهو ما ترفضه الحركة تماماً".

وأشار المصدر إلى أن حركة حماس "أبدت استعداداً لزيادة الأعداد، والمضي قدماً في صفقة جادة، وربما إطلاق سراح كل الأسرى، لكن ضمن اتفاق واضح مكتوب موقّع عليه بالتزام الضامنين بالشروط المحددة وعلى رأسها وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة وإعادة الإعمار". وكشف المصدر أن "الإدارة الأميركية فشلت في إقناع نتنياهو بإرسال وفد التفاوض إلى القاهرة مساء السبت الماضي، حيث تمسك بوصول رد مرضٍ من حماس على ما طرحته تل أبيب أخيراً، وهو الأمر الذي خيم بظلال سلبية على استكمال المفاوضات".