الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف غزة البحري تحت حماية إسرائيلية

الجيش الأميركي يبدأ بناء الرصيف البحري في غزة تحت حماية إسرائيلية

25 ابريل 2024
فلسطينيون ينتظرون مساعدات من الجو بدير البلح في غزة، فبراير 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة تبني رصيفًا بحريًا في غزة لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية، بدعم من الجيش الإسرائيلي والتعاون مع سنتكوم، مما يسمح بتفريغ السفن العسكرية والمدنية.
- الرصيف المؤقت يهدف لتسهيل نقل المساعدات إلى الشاطئ عبر سفن دعم لوجستي، مع تخصيص لواء إسرائيلي لحماية القوات الأميركية.
- تقدم سريع في الأعمال الإنشائية للرصيف البحري يظهر من خلال صور الأقمار الاصطناعية، مع تعاون بين الأمم المتحدة وإسرائيل لضمان وصول المساعدات إلى غزة.

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لزيادة وصول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال الناطق باسم البنتاغون بات رايد لصحافيين: "أؤكد أن سفنا حربية أميركية بدأت بناء المراحل الأولى من رصيف بحري". ومن شأن هذه المنصة المؤقتة في البحر أن تسمح لسفن عسكرية أو مدنية بتفريغ حمولتها، على أن تُنقل المساعدات لاحقاً بواسطة سفن دعم لوجيستي إلى رصيف على الشاطئ.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيساهم في "توفير الدعم الأمني واللوجستي" للمبادرة الأميركية، وقال في بيان: "من خلال وحدة تنسيق أعمال الحكومة، وافق الجيش الإسرائيلي على مبادرة جديدة تقودها القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة (سنتكوم)، على أن تسهّل هذه المبادرة وتوسّع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". وأضاف: "سيعمل الجيش الإسرائيلي على توفير الدعم الأمني واللوجستي للمبادرة، والتي تشمل بناء رصيف عائم مؤقت على شواطئ القطاع، ونقل المساعدات بحراً إلى قطاع غزة". وقال مسؤول عسكري أميركي كبير، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، إن القوات الأميركية على بعد أميال من ساحل غزة مع البدء في بناء الرصيف البحري، مضيفا أن القوات الإسرائيلية "ستخصص لواء لحماية القوات الأميركية".

ووفقاً لصور الأقمار الاصطناعية التي حللتها وكالة "أسوشييتد برس" اليوم، يبدو أن أعمال البناء كانت تتحرك بسرعة خلال الأسبوعين الماضيين. ويقع الرصيف البحري جنوب غرب مدينة غزة، التي كانت ذات يوم المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في القطاع قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي، مما دفع أكثر من مليون شخص للنزوح جنوباً نحو مدينة رفح على الحدود المصرية. ويأتي تشييده في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية واسعة النطاق بسبب بطء تدفق المساعدات إلى المنطقة، حيث تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان على الأقل يعيشون على حافة المجاعة.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية، التي التقطتها شركة "بلانيت لابز بي بي سي"، أن أعمال البناء الثقيلة في الموقع بدأت منذ أكثر من أسبوعين. وتقع المنطقة شمال الطريق الذي يقسم غزة، والذي بناه الجيش الإسرائيلي أثناء القتال. وقال مسؤول في الأمم المتحدة، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الرصيف "يقع مباشرة في نهاية الطريق الجديد الذي شيده الجيش الإسرائيلي".

وتمكن رؤية الشاحنات والآلات الثقيلة في صورة التقطتها شركة "بلانيت لابز" قبل أسبوع، مع ظهور المنطقة التي تم إخلاؤها أكبر في الصورة التي التقطت أمس الأربعاء. ويفصل ساتر ترابي المنطقة عن المباني المجاورة. وتتوافق التفاصيل الأخرى مع صورة على الأرض لرصيف المساعدات التي شاهدتها "أسوشييتد برس". ومن المرجح أن يتكون الرصيف من ثلاث مناطق، واحدة يسيطر عليها الإسرائيليون حيث يجري إنزال المساعدات من الرصيف، وأخرى ستنقل المساعدات إليها، وثالثة حيث سينتظر السائقون الفلسطينيون المتعاقدون مع الأمم المتحدة لاستلام المساعدات قبل إحضارها. وقال مسؤول الأمم المتحدة إنه جرى نقلهم إلى نقاط التوزيع. ومع ذلك، قال المسؤول إن هناك نقاطاً عدة شائكة حول كيفية تعامل الإسرائيليين مع أمن الرصيف.

وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"أسوشييتد برس" إن "إسرائيل ستلعب دوراً في أمن الرصيف ونقل بعض المساعدات من الرصيف إلى الشاطئ"، على الرغم من أن مدى المشاركة الإسرائيلية المخطط لها لا يزال غير واضح. وقال مسؤول كبير في الحكومة القبرصية، تحدث إلى وكالة أسوشييتد برس، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الرصيف "سيكون جاهزاً بحلول (نهاية) الأسبوع المقبل وسنبدأ (شحنات المساعدات) مرة أخرى". ولم يحدد المسؤول متى ستبدأ الشحنات بالضبط.

وأكد مسؤولو البحرية الأميركية لـ"أسوشييتد برس" ما تظهره مواقع تتبع السفن من تمركز سفينة الشحن الأميركية "يو إس إن إس بينافيدز"، التي تحمل الكثير من المعدات الكبرى لبناء الرصيف، قبالة ساحل غزة. وهناك سفن عسكرية أخرى، إما هناك أو تتحرك نحو تلك المنطقة.

(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون