"ديولو-كاكو".. ثنائية الهدف و"الأسيست"

"ديولو-كاكو".. ثنائية الهدف و"الأسيست"

14 ديسمبر 2015
+ الخط -

ينطلق ديولوفيو على اليمين، يراوغ كل من يقابله، ويلعبها عرضية ماكرة داخل منطقة الجزاء، ليتحرك لوكاكو بشكل خاطف بعيداً عن المدافعين، ويعانق الشباك سريعاً معلناً هدفاً جديداً لفريق إيفرتون، لذلك لوكاكو هو هداف الفريق برصيد 12 هدفا، وديولوفيو هو "المستر أسيست" برصيد 7 تمريرات حاسمة.

الأناني
لعب جيرارد ديولوفيو مع إشبيلية في الموسم الماضي، ورغم فوز الفريق بالدوري الأوروبي، إلا أن مشاركات الشاب الإسباني كانت قليلة للغاية، كذلك لم يحصل أبدا على ثقة لويس إنريكي، المدير الفني لبرشلونة خلال الفترة الصيفية الماضية، ليرحل اللاعب بشكل مفاجئ إلى إنجلترا، ويعود إلى النادي الوحيد الذي تألق معه من قبل، إيفرتون تحت قيادة روبرتو مارتينيز.

"إنه يملك مهارات عالية، لكنه لا يرى إلا نفسه"، يتحدث أوناي إيمري مدرب إشبيلية عن ديولوفيو، ويصفه بالأناني الذي ينسى الآخرين، مؤكدا أن جيرارد يستطيع هزيمة أي مدافع في موقف 1 ضد 1، لكن حينما تجعله يلعب مع فريق، في ملعب كبير أمام أي منافس، من الصعب التحكم في قدراته واستغلال مواهبه.

قالوا عن ديولوفيو إنه لا يفضل التضحية من أجل فريقه، ومن غير الممكن نضجه بالشكل الكافي، خصوصا مع إشراك لاعبين أقل موهبة منه في مركزه على حسابه، كفيتولو، إيبورا، وغيرهم مع إشبيلية، واستمرار ساندرو ومنير مع برشلونة، لكن الجناح السريع يرد على الجميع هذا الموسم، بأداء استثنائي مع التوفيز، من اللاعب الأناني إلى موزع الهدايا دون مقابل على باقي الرفاق.

الكسول
"لوكاكو لا يفضل أبداً المنافسة، إنه يريد اللعب أساسيا دون بذل مجهود، لذلك غير نادم على تركه"، هكذا قال البرتغالي جوزيه مورينيو عن البلجيكي لوكاكو بعد مغادرته صفوف تشيلسي متجها إلى إيفرتون. اللاعب الشاب لم يرض بالدكة، ولم يشعر باهتمام الطاقم التقني، فقرر سريعا البحث عن فرصة جديدة، بعيدا عن ملعب ستامفورد بريدج.

تحولت شخصية لوكاكو من الاندفاع إلى الهدوء أمام المرمى، وزادت قوة اللاعب على مستوى التمركز، بالإضافة إلى تحركاته الذكية داخل وخارج منطقة الجزاء، ليرد على كل المنتقدين، ويؤكد أنه أفضل صفقة عقدها إيفرتون في السنوات الماضية، كذلك خسره تشيلسي بوضوح، بعد انخفاض مستوى كل مهاجمي الفريق مؤخراً.

يشبه لوكاكو زميله ديولوفيو، تعرض الثنائي إلى تشكيك مستمر، وخرج من جنة الفرق الكبيرة إلى نيران الوسط، لأن الرغبة في اللعب هي الأساس بالنسبة لهم، وهذا ما يعرفه جيداً المدرب مارتينيز، ويلعب دائما على هذا الوتر، ليُخرج أفضل ما لديهم في مباريات البريميرليغ لهذا الموسم.

قيمة الثنائي
ديولوفيو ليس جناحا تقليديا، صحيح يلعب أكثر على الخط، ويستخدمه مارتينيز كجناح أيمن، ينطلق بالكرة على الرواق، ثم يقوم بعمل الكرة العرضية داخل منطقة الجزاء، إلا أن طبيعة الإسباني أشمل بمراحل، لأنه يجيد أيضاَ اللعب كجناح أيسر، يحصل على الكرة ويقطع من الطرف إلى العمق، من أجل التسديد أو التمرير البيني، إنه يملك ما يُعرف بجينات برشلونة، المدرسة التي تؤهل أجنحتها للتمركز على الطرفين.

جيرارد أيضاً لاعب يجيد التمركز في القلب، كصانع لعب حقيقي ومهاجم متأخر عند الحاجة، ويستطيع إيفرتون الاستفادة منه في هذا المركز، على خطى دوغلاس كوستا مع بايرن ميونخ في بعض المباريات، فالثنائي يتفق في السرعة والمهارة، وبقليل من التركيز وكثير من العمل المستمر، يملك الإسباني كل المقومات لمضاعفة التألق في إنجلترا، كما يفعل البرازيلي في الملاعب الألمانية.

وبالمثل، لوكاكو مهاجم غير تقليدي، البلجيكي الشاب يلعب كمهاجم، رقم 9 صريح، داخل المنطقة وخارجها. لكن روبرتو قام بتوظيفه بشكل عبقري، على الورق داخل المنطقة رقم 9 لكن في الملعب يتحول إلى جناح أيمن صريح في بعض الأحيان، ليعطي الفرصة لزملائه على الأطراف وفي العمق، بالدخول إلى صندوق العمليات دون رقابة.

إيفرتون أفضل
يلعب إيفرتون في الآونة الأخيرة بمزيج بين 4-2-3-1 و 4-3-3، ويقدم الفريق عروضا مميزة مع مركز غير بعيد عن الكبار، ويكمن السر في هذا التألق قي الثنائي ديولوفيو ولوكاكو. وتشير لغة الأرقام إلى أن إيفرتون يهاجم من الجبهة اليمنى بنسبة تصل إلى 44 %، أي رقم يقترب بشكل واضح من هجوم الفريق من العمق واليسار، وتحركات جيرارد هي الأساس في هذه النجاعة.

كذلك يلعب لوكاكو دورا محوريا في التشكيلة، من خلال ترجمته للفرص إلى أهداف، وتربعه على عرش صدارة هدافي الفريق، مع تحركه المثالي بالكرة ومن دونها، لذلك يلعب مارتينيز دائماً بكل من باركلي وكونيه، ثنائي يفضل تسجيل الأهداف والدخول إلى عمق منطقة الجزاء، وبالطبع تحركات البلجيكي على اليسار هي من تضمن للبقية ذلك.

"أسيست جيرارد وهدف لوكاكو"، إنها المتلازمة الأشهر لإيفرتون هذا العام، فالنجمان اشتركا معا في 6 أهداف بينهما فقط، من خلال تمريرات الإسباني وإنهاء البلجيكي، لتصبح هذه الثنائية هي الأشهر والأنجح في الدوري الإنجليزي حتى الآن، في انتظار المزيد.

اقرأ أيضاً: بالفيديو..رونالدو يتعرض "للسخرية"..ثلاث محاولات فاشلة لتنفيذ "ركلة مقصية"! 

المساهمون